الشخص الوحيد القريب مني اللي مات هو جدي. مات من سنة! مات و هو مريض وكنا بنتمناله الرحمة... يعني ماكنش في صدمة من أي نوع! راجل عجوز عيان و مات! لكن في نفس الوقت القهرة اللي حاسيت بيها لما جدو مات لا توصف!
طب اللي بقى ابنه ولا جوزها ولا أخته نزل أو نزلت أيام ثورة يناير و مارجعوش يا ترى أهاليهم حاسين بإيه؟ دول شباب زي الورد نزلوا بهدف واحد... إنقاذ ما بقي من البلد و القضاء على الظلم! نزلوا مرجعوش! نزلوا إضرب عليهم رصاص و غاز مسيل للدموع و عنف من كل الأنواع و كل ذمبهم هو البحث عن الحرية! ناس نزلوا عارفين إن يمكن يكون ده أخر يوم في حياتهم بس شافوا إن التضحية لازمة! كان عندهم إحساس إن إسترداد حقنا في مصر أهم من عمرهم نفسوا!
دلوقتي بدل ما نبجل الابطال دول اللي ربنا كرمهم و خلاهم في أعلى منزلة عنده احنا بنضيع دمهم بإيدينا!! نفس المجلس العسكري و القضاء اللي كان دورهم يحموا الثورة و يستردوا حق شهداء مصر هما اللي بيضيعوا دم شباب مصر هدر! قدروا يقبضوا على ٧٠٠٠ ثائر من ساعة ما الثورة بدأت لكن مشفناش واحد بس من اللي قتلوا نفوس بريئة اتحاكم!! ده اللي قتلوا خالد سعيد نفسه لحد النهاردة مخدوش حكم يشفي غليل الست الغلبانة أمه!
مابالكم بقى بأمهات الشهداء دول؟ الناس اللي احنا (أيوا احنا) ضحكنا عليهم! حلفنا بكل ما هو غالي اننا مش هنسيب حقهم و فالأخر معملناش أي حاجة! و أهو مبارك ربنا وحده عالم هو فين! في مصر و لا برة.. حبيب العادلي السفاح اللي أمر بإطلاق الرصاص اللي أخد حياة خيرة شباب مصر محاكمته إتأجلت و كأنك يا أبو زيد ما غزيت! ده كدة و أنا مجبتش في سيرة ال-٥٠٠٠ لحلوح اللي الحكومة مفروض تعوض بيها أهالي الشهداء... غير إنه مبلغ مالوش قيمة في الزمن دة و مايجيش حاجة جنب حرقة قلب أم على ابنها اللي راح.. لكن أساساً هما مأخدوش الفلوس! يعني حتى التعويضات كل سنة و هما طيبين!
طب نعمل ايه؟
مبدئياً أهالي الشهداء عاملين إعتصام مفتوح عند ماسبيرو... أقل شيء من الممكن اننا نعملوا هو اننا نروح نساندهم! مباقولش روح بات معهم! انما روح وريهم خلقتك اللي عيالهم راحوا عشان هي تعيش كا بني آدم و فكرهم انك معاهم ومش ناسي اولادهم و مش هتسكت غير أما حقهم يجي من اللي غدر بيهم!
ثانياً في دعوة لإعتصام مفتوح بدء من يوم ٨ يوليو.. برضه أقل واجب انك تيجي حتى لو مش ناوي على إعتصام انما من باب المساندة و المشاركة للناس اللي كل يوم بيصحوا في حد ناقص في حياتهم عشان إنت تعيش مرتاح!
No comments:
Post a Comment