بعد الثورة كنت فاكرة إن الشهداء اللي فقدناهم هما أخر شهداء هيتم التضحية بيهم فداء للحرية! بس يا خيبتي القوية.. زاد عليهم أضعاف على أيد العسكر..
المصيبة إن كل مرة بفتكر إن خلاص كدة.. لكن تاني بنلاقي نفسنا في نفس المكان و بالصوت والصورة... سرينة الإسعاف.. زمامير الموتوسيكلات... صريخ "وسع وسع وسع" ... هلع لحظة الهجوم أو قنبلة الغاز اللي نازلة قريب و الناس بتجري هتفرومك.. النور يطفي و حد بيزعق "حيضربوا حي" و كلنا نجري نتلزق في إزاز المحلات... الضرب على الحديد اللي عمري ما بفهم إذا كان تحذير أو لعب بأعصاب الداخلية... الشخص اللي مرمي على الارض مغم عليه و صحابه محتاسين فيه و تجري زي العبيط تجيبله عصير لئن هو ده اللي في مقدورك تعمله...
المشكلة انهم وصلوني لدرجة إني مستغربة أنا مبيحصليش حاجة ليه و حاسة بالذنب... حاسة إن المفروض أقل ما فيها أتصاب.. يعني بقيت فعلاً مستنية الإصابة... أو الشهادة.. يا ريت! أهو الواحد يموت و يخلص من وجع القلب ده... إحساس العجز ده بيجنني...
أنا بقول كلام عجيب أنا نفسي مش عارفة إيه اللي بقوله.. بقيت كل حاجة بعملها و أنا بتخيل إني بحكي عنها لعيال لسة مخلفتهمش... بس يا ترى أصلاً هعيش عشان أحمل فيهم؟ يا ترى اللي بحبه هيعيش عشان أتجوزه؟ أنا معادش عند أي ثقة في بكرة... دايرة الموت بتقرب مني أوي بس الحمدلله ممستش حد غالي عندي.. و يا رب إحفظ كل اللي بحبهم و جيبها فيا أنا...
على الاقل أنا مستنياها و راضية
No comments:
Post a Comment