Saturday, November 26, 2011

ليه الثورة جميلة و إنت معايا؟


ضربات قلبي سريعة، نفسي قصير، أفكاري متلخبطة، بحاول أرتب استراتيجية هروب سريعة، عينيا بتلف بسرعة في كل حتة، أيد ماسكة الكاميرا و ايد بتزق قناع غاز الدموع على وشي بعصبية مخليه مناخيري توجعني من خبط البلاستك عليها..

إيه الفيلم الهندي اللي أنا عملاه ده؟ لأ بحاول بس أدخل شارع محمد محمود عشان أصور الإبادة الجماعية اللي كانت بتقوم بيها الشرطة المصرية على مدار ٦ أيام و إتسببت في مقتل ٤٠ مصري و إصابة ٤٣٠٠

يوم السبت أما بدأت الموجة الثورية الثانية كانت آخر مرة أشوف الشرطة و أحضر المواجهات بنفسي.. من يوم ما ترجعوا لأخر محمد محمود و ازدادوا شراسة و وحشية و أنا بقيت جبانة و أخري بخش في شارع جانبي أصور قنابل الغاز و هي بتنزل على الأبطال و أصورهم و هما بيجروا لحد ما تجي قنبلة عندي و أتخنق و أجري..

مكسوفة من نفسي إني كنت جبانة.. بس يمكن عدم تواجدي في محمد محمود إدالي فرصة إني أشوف حاجات تانية كانت فاتتني في بدايات الثورة..

شفت العمل التطوعي لأطباء المستشفيات الميدانية في أنحاء التحرير.. الدكاترة دول ابطال.. ناس نازلة من بيوتها تساعد الثوار على تكملة المشوار من خلال تقديم أي مساعدة طبية لازمة انشاله واحد عنده صداع.. لكن نظراً للإعتداء الدامي اللي قامت بيه الداخلية.. الأطباء دول تعاملوا مع إصابة خرطوش و رصاص حي و رصاص مطاطي و تسمم من كم الغاز الرهيب اللي كان عامل زي المطرة اللي مش بتوقف.. أنا بنفسي حضرت عملية إستخراج بلية خرطوش من عين متظاهر.. في ثانية وحدة ٤ دكاترة مختلفين جريوا عليه يساعدوه.. و في نفس الوقت بيهزروا معاه و بيحاولوا يهونوا عنه لعدم وجود بنج يخفف ألم الإصابة

شفت أجدع رجالة... ناس بدعلهم إن ربنا يكرمهم بمكان في الجنة.. اللي هما بتوع الموتوسيكلات اللي قاموا بدور المسعفين و كانوا بينقلوا المصابين من الصفوف الأولى لأماكن المستشفيات الميدانية.. بكل بسالة و شجاعة كانوا بيدخلوا وسط الغاز و الضرب و يعرضوا حياتهم للخطر بدون مقابل.. عشان الثورة تنجح... 

شفت الناس إلي ظروفهم مش سمحالهم يروحوا الميدان بس كانوا بكل كرم بيتبرعوا بأي حاجة ممكنة لمساعدة الثوار بأي حاجة محتاجينها.. من أول أدوية و معدات طبية لحد الأكل و البطاطين و بكل حب و مش مستنيين كلمة شكر.. و يفضلوا يزنوا و يتكلموا مرة و اتنين و تلاتة و عشرة يتأكدوا إن مافيش حاجة ناقصة.. و اللي نطلبه يبعتوه بزيادة لحد ما الثوار قالوا كفاية عندنا خزين يكفي شهور.. 

شفت الأمهات اللي كانوا واقفين في الشوارع الجانبية المؤدية لمحمد محمود و هما ماسكين كمامات و خليط الخميرة عشان يساعدوا الثوار في مواجهة المعركة.. و تلاقي الست واقفة و مش فارق معاها الغاز اللي هيعميها و صامدة بكل أمومة تساعد كل شاب محتاج بخة خميرة أو منديل أو حتى كلمة تشجيع حلوة

شفت الناس اللي جريت على الميدان بالمئات لما طلبنا تبرع بالدم و رغم إن الضرب شغال و في خطر على حياتهم مترددوش ثانية انهم يساعدوا بأي شكل ممكن.. و في غيرهم في أكتر من مكان في القاهرة ناس ظرفهم منعتهم من انهم ينزلوا التحرير بس ماكنش ده عائق و برضه لقوا أماكن يتبرعوا فيها بالدم لاخواتهم

شفت الشباب اللي كان بيخرج من محمد محمود غرقان في دمه من اصابات الخراطيش و المطاطي أو مغم عليه من الغاز و بعد نص ساعة راجع يجري على الخطوط الامامية عشان يساند باقي الأبطال..

شفت بنات واقفة تأمن مداخل الميدان و يستقبلوا الزوار بإبتسامة عريضه و بكل ذوق يعتذروا عن التفتيش و يقولوا للزائر اتفضل نورت الميدان

شفت كنيسة فاتحة بابها كمستشفى ميداني و شغال فيها دكتورة منقبة

شفت أطفال بتقود هتاف ضد العسكر.. أطفال بتقول احنا الشعب الخط الأحمر يسقط يسقط حكم العسكر

شفت مصر حلوة، مصر زي ما أنا بتمنى أشوفها.. 



No comments:

Post a Comment